فقدان الذاكرة أو ما يعرفُ بالنّسيان هو عدم القدرة على تذكّر المعلومات والمهارات والخبرات التي قد مرّ بها الفرد، وهو حالة طبيعيّة تحدث لجميع البشر، لكنّها تصبحُ حالةً مَرضيّةً عندما يتعرّض الفرد لمرض الزّهايمر، أو الإصابةُ بصدمةٍ إنفعاليةٍ أو إصابةٍ دّماغيةٍ،
وهناك قدر معين طبيعي من النّسيان يتعرّض له كل فرد خاصة في نسيان الأحداث القديمة، لكن أن يتمَّ فُقدان الذّاكرة لأحداثٍ قريبةٍ جداً فهذا يعني أن هناك خللاً قد حدثَ في خلايا الذّاكرة التي توجد في النِّصف الصَّدغيّ من المخ، فهي المسؤولة عن تسجيل جميع الأحداث واختزانها ولديها القدرة على استرجاعها عند الحاجة ..
أسبابُ فُقدانِ الذّاكرة المؤقت :
فقدان الذاكرة المؤقت له عدة أسباب محتملة منها :
-عدم التركيز وكثرة السّهو مما يؤدي إلى ضعفٍ في تثبيتِ المعلومةِ في الذّهن، بسبب المرورِ عليها سريعاً، أو لتشابه المعلومات وعدم وضع حدود أو فوارق بين المعلومات المتشابهة، بسبب كثرة المعلومات والإجهاد، وضعف تصنيف هذه المعلومات.
*- الإرهاق الذهني وقلّة النوم… عدم أخذ قسطً كافً من الرّاحة، فليس منّا من يستطيعُ العملَ بشكلٍ مستمرٍ دونَ انقطاعٍ بلا راحةٍ، فلا بدّ من أخذ فترة راحة لا تقلّ عن عشرة دقائق خلال النّهار وأثناء العمل، تُخفضُ فيهِ الإضاءة، ويُبتعد عن الأصوات ويجلسُ بوضعٍ مُريحٍ لأخذِ القسطِ الكافي من الرّاحة، فيعاود المُخ الشّحن مرّة أخرى ليكون قادراً على متابعةِ الأعمال وما تَبقّى من مهامٍ على أكملِ وجهٍ.
*-عدم الانتظام بتناول وجبات الطعام، وسوء التغذيةِ وخاصّةً التي تؤدي إلى نقص أوميغا 3 وّ نقص الفيتامينات والأملاح المعدنية التي تغذي الدماغ وتنشط الذاكرة .
*- البدانة، حيث إنّ كميّة الدّم التي تصل الدماغ تكون قليلةً بسبب كثرة الطعام المهضوم، وبالتّالي تُضعِفُ الذّاكرة،
*- تداخل الإحداث اليوميّة وكثرتها يصعب على الدماغ تخزينها بالشكل المطلوب
بعض حالات الهستيريا والتوتّر المرضيّ العالي.
* بعض الأدوية والتّخدير الطّبّي أحياناً.
* المخدّرات والخمور.
* الوراثة: حيث تنتقل ظاهرة النسيان كما الأمراض الأخرى من خلال الجينات المتوارثة من الأبوين أو الأجداد ويتضاعف نموّها بعد عام من الولادة.
* الكسلُ وعدم ممارسة الرّياضة وذلك أن الرّياضة تعيدُ للدّماغ النّشاط والحيوية والصّفاء واستعادة قدراته مرّةً أخرى.
* هناك أسبابٌ نفسيّةٌ مثل: نسيانُ أحداثٍ معينةٍ أو أشخاصٍ محدّدين بعد مشكلة معيّنة.
* – إصابات الرأس
مثل السكتات الدماغية والأمراض والعدوى يمكن كذلك أن تسبب تلفا للدماغ، هذا التلف قد يتضف مشاكل مؤقتة في الذاكرة.
*- الصدمة والضغط العصبي
الصدمة الحادة أو الضغط الصعبي الشديد قد يؤدي لحالة تسمى فقدان الذاكرة الانفصامي، والذي يرفض فيه العقل أن يتذكر أي أحداث أو أفكار أو مشاعر أو معلومات لا يستطيع التعامل معها بسبب شدة الصدمة النفسية.
** أحد أنواع فقدان الذاكرة الانفصامي هو الشرود الفصامي الذي يسبب السفر أو التجول غير المتوقع، كما قد ينسى هذا الشخص جميع الذكريات المتعلقة بحالة سفره أو تجوله وغيرها من تفاصيل الحياة.
* العلاج بالصدمة الكهربية
بعض الناس وخصوصا المصابين بالاكتئاب قد يتعرضون للعلاج بالصدمات الكهربائية،
هؤلاء قد يختبرون فقدان الذاكرة الرجعي لمدة أسابيع أو شهور قبل العلاج؛ كما من الممكن أيضا أن يصابوا بفقدان الذاكرة التقدمية والتي غالبا ما تزول أعراضها في خلال أسبوعين من الاكتئاب.
علاج فُقدانِ الذّاكرة المؤقت
فقدان الذاكرة المؤقت مرض ينتهي مع الوقت ولا توجد له علاجات طبية كيميائية، ولكن يُنصح بما يلي للعناية بالنفس في حالة الإصابة به :
* النوم بما لا يقلّ عن ثمانية ساعاتٍ يومياَ.
ونوم القيلولة من 30-60 دقيقة فيستيقظ الفرد نشيطاً كأنّه في يوم جديد.
* ممارسة الرّياضة الجسديّة والعقليّة بشكل منتظم.
* تكرار الشيء المراد تذكّره.
* الإكثار من تناول الأسماك وخاصة السلمون، والأجبان وتناول الغذاء الغني بالحديد، والّلبن الرّائب أي تناول الغذاء الطبيعي السّليم والمتوازن.
* شرب الكثير من الماء.
*الضّغط على أصابع اليدين والقدمين، وتدليكُ شحمة الأذن.
*كذلك لا يمكننا اهمال الذهاب الى المعالج النفسي المختص ,, فهو الشخض المناسب ليساعدك لتجاوز هذا الاضطراب المؤقت قبل تفاقم الامر .
أنواع فقدان الذاكرة :
هناك أنواع مختلفة من فقدان الذاكرة وهي:
– فقدان الذاكرة الرجعي:
عندما يصاب المريض بفقدان الذاكرة الرجعي فإنه يفقد الذكريات الحديثة والتي شكلت مؤخرا، أما الذكريات القديمة مثل الخاصة بالطفولة فإنها تتأثر ببطء. مع العلم أن أمراض مثل الخرف يمكنها أن تسبب فقدان الذاكرة الرجعي.
– فقدان الذاكرة التقدمي:
في هذا النوع من فقدان الذاكرة لا يستطيع المريض أن يشكل ذاكرة جديدة ، ويمكن أن يكون هذا التأثير مؤقتا أو دائما.
يصاب الفرد بفقدان الذاكرة التقدمي إذا حدث تلف في منطقة الحصين أو “قرن آمون” بالدماغ، فهي تلعب دورا مهما في تشكيل الذاكرة.
– فقدان الذاكرة المؤقت:
إذا أصيب المريض بفقدان الذاكرة المؤقت فسوف تهاجمه نوبات من الارتباك أو الإثارة التي تمتد لعدة ساعات، وسوف يختبر فقدان الذاكرة قبل النوبة بساعات، ولن يكون لديه كذلك أي ذاكرة عن التجربة التي مر بها.
ويعتقد العلماء أن فقدان الذاكرة المؤقت يحدث بسبب نشاط شبيه بالنوبة أو انسداد صغير في الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ، وهذه الحالة تحدث بشكل متكرر في مرحلة منتصف العمر ومع التقدم في السن.
– فقدان الذاكرة الطفولية:
أغلب الناس لا تسطيع تذكر الثلاث أو الخمس سنوات الأولى من طفولتها وهي حالة شائعة يطلق عليها فقدان الذاكرة الطفولية.
كيف يتم تشخيص فقدان الذاكرة؟
فقدان الذاكرة يتم تشخيصه بواسطة طبيب الأمراض العصبية الذي سيبدأ باختبار بسيط حول فقدان الذاكرة والأعراض التي يعانيها المريض، وقد يستعين بأحد أقارب المريض للإجابة عن هذه الأسئلة التي لا يستطيع تذكرها بنفسه.
كما قد يجري الطبيب اختبارا معرفيا للذاكرة كما قد يلجأ إلى إجراء بعض الأشعة مثل الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية على الدماغ ، للتأكد من حدوث تلف في المخ أم لا؛
بالإضافة إلى إجاء اختبارا للدم لمعرفة إذا ما كان هناك نقص في بعض المواد الغذائية أو عدوى أو غيرها، كما من الممكن أن يجري اختبارا للتأكد من أن المريض لا يعاني أي نوع من النوبات.
** إذا كان لدى المريض فقدان مستمر في الذاكرة ، فالطبيب قد يوصي بالعلاج الوظيفي ، فهذا النوع من العلاج يساعد المريض على تعلم معلومات ومهارات جديدة للذاكرة للتعامل مع الحياة اليومية ؛ كما سيساعده المعالج النفسي على استخدام تقنيات جديدة لتنظيم المعلومات لجعلها أسهل في الاسترجاع.
الفرق بين فقدان الذاكرة والزهايمر :
يخلط البعض في التفريق بين فقدان الذاكرة ومرض الزهايمر، فبينما يصنف الأول على أنه مجرد فقدان في الذاكرة فقط، لكن الزهايمر هو مرض آخر يصنف بأنه تراجع في وظائف المخ والقدرات المعرفية التي تؤثر على الحياة اليومية مثل حدوث مشاكل في اللغة والقدرة على مواصلة الحديث مع صعوبة في التركيز والتخطيط واتخاذ القرارات وحل المشكلات مع مشاكل في الحركة والقدرة على الوقوف ، بالإضافة إلى مشاكل الذاكرة.
المصدر :
Stuss D. T.؛ Binns M. A.؛ Carruth F. G.؛ Levine B.؛ Brandys C. E.؛ Moulton R. J.؛ Snow W. G.؛ Schwartz M. L. (1999).
“The Acute period of recovery from traumatic brain injury: Posttraumatic amnesia or posttraumatic confusional state?”. Journal of Neurosurgery